سوريا : أحد أسباب دخول الخنافس للمدن هو الحرائق في موطنها الأصلي

تهاجم أسراب الخنافس محافظات سورية متنوعة ولكن هذه المرة بكثافة، وعلى الرغم من أن ظهورها في بداية موسم الربيع بات مألوف خلال السنوات السابقة إلا أن كثافتها مزعجة نظراً لدخولها المنازل بأعداد كبيرة ما يضطر السكان إلى وصد الأبواب وإغلاق النوافذ.

انتشار الخنافس في سورية

حول انتشار الخنافس في المدن السورية أفاد مدير النظافة في مجلس مدينة حمص المهندس عماد الصالح لوسائل إعلامية محلية سورية بأنه نتيجة ارتفاع درجات الحرارة المفاجئ كانت هناك قفزة لحشرات الخنافس من الحقول باتجاه المناطق السكنية بأعداد كبيرة نوعاً ما، ونتيجة ذلك قامت المديرية بحملة رش مبيدات دائمة استهدفت الأحياء القريبة من الحقول وخاصة القوس الشرقي.

الخنافس

رش المبيدات لمكافحة الخنافس

أوضح خبراء أن عملية رش المبيدات شملت أحياء متنوعة في سورية، مبيناً أنه سيتم استكمال عملية رش المبيدات خلال فترة بعد الظهر وسيتم رش الحدائق العامة في مركز المدن وشوارع مهمة.

هنا أشار الخبراء إلى أن برنامج رش المبيدات الحشرية مستمر كما هو مخطط زمنياً بالتنسيق مع لجان الأحياء في مختلف المدن السورية أهمها دمشق وحمص، منوهين إلى أن حشرة الخنفساء من الأعداء الحيوية وتصنف من الحشرات المفيدة للأراضي الزراعية وليس لها تأثير على الصحة العامة لكن وجودها في المدينة بين التجمعات السكانية مزعج.

ما هي الخنافس المنتشرة في سورية

بينت الدكتورة ورئيسة دائرة الوقاية في مديرية الزراعة في حمص أن الخنافس المنتشرة معروفة باسم خنفساء Amara .sp هي إحدى الحشرات الهامة التابعة لفصيلة الكاربيدي من رتبة غمديات الأجنحة مشيرة إلى أن دورة حياتها حوالي 15 يوم كحد أقصى حسب الظروف الجوية، حيث أوضحت أن هذه الفصيلة معروفة بأنها مفترسات متعددة العوائل وهي من الأعداء الطبيعية المهمة للآفات الحشرية وتتغذى على عدد كبير من الفرائس كبيوض الحشرات واليرقات والعذارى من الفصائل المختلفة التي تسبب ضرراً للمحاصيل والأشجار والغابات، بالإضافة إلى تغذيتها على بذور الأعشاب وانجذابها للنباتات المزهرة كما يمكن دمج هذه الحشرات ببرامج المكافحة الحيوية مع مراعاة تغذيها في بعض فترات حياتها على النباتات العشبية، مضيفة: وهي من الكائنات الهامة التي تحافظ على التنوع البيولوجي للنظم البيئية الزراعية والحراجية وكذلك كمؤشر على استقرار هذه النظم الطبيعية.

أكدت رئيسة دائرة الوقاية في مديرية زراعة حمص أن فقدان أو قلة وخسارة هذا النوع من الحشرات يعد كجرس إنذار مبكر لحدوث الاضطرابات البيئة التي يسببها الإنسان في الطبيعة، مشيرة أنه من المحتمل أن هجرتها ودخولها للمدن الكبرى بهذا الشكل هو رد فعل على تهديد حقيقي يواجه وجودها في موطنها الأصلي، مضيفة: يمكن القول إن الحرائق الكبيرة التي اجتاحت الجبال في الموسم الماضي كان لها بالغ الأثر في اضطراب موطنها الأصلي إذ تعد الغابات من أهم البيئات الطبيعية التي تضم هذه الأنواع الحشرية الهامة.

في الختام تنصح وزارة الزراعة بعدم القضاء عليها في المناطق الزراعية لأنها مفيدة وتتغذى على بعض الآفات الزراعية والحرجية كما يجب إطفاء النور على الشرفات ومداخل المنازل والشوارع العامة في المناطق السكنية وإحكام إقفال الأبواب والمنافذ جيداً لأن هذه الحشرة تنجذب كثيراً للضوء.

0 تعليق

إرسال تعليق