من يزرع هذه الشجرة يصبح غني فشجرة الذهب الشفاف تنمو زهور تحتوي على زيت يقدر بآلاف الدولارات لللتر الواحد

شجرة الذهب الشفاف تنتج زهورًا تحتوي على زيت يقدر الليتر الواحد بآلاف الدولارات، كما تتحوّل مدينة نابل في شمال شرق تونس إلى مكان ساحر مزين بأشجار البرتقال المغطاة بالزهور البيضاء في فصل الربيع.

وفق تقرير من وكالة رويترز، فإن الشوارع والأزقّة والساحات والحدائق العامة والخاصة أمام المنازل تتزيّن بهذه الأشجار التي أصبحت جزءًا من هوية المدينة وسكانها.

تُعرف هذه الأشجار المعمرة والدائمة الخضرة باسم زهر البرتقال، وهي تنتمي إلى عائلة الحمضيات وتصل إلى ارتفاع يصل إلى 10 أمتار، حيث يفوح عطر النيرولي، وهو الزهر الذي ينمو على هذه الأشجار، في أنحاء محافظة نابل، المعروفة أيضاً باسم لوطن القبلي لتونس، كما تشتهر المنطقة بإنتاج وتقطير عصير زهر البرتقال للحصول على سائل مركز ثمين يُستخدم كعطر.

تتسم مزارع نالانج التي تمتد على أراضي المحافظة بمساحة تبلغ 480 هكتار بالانتشار والتهديد بالانقراض بسبب نقص عدد شجر النالانج وتراجعه في المزارع خلال الخمسة المواسم السابقة، كما ووصل إنتاج زهر البرتقال إلى حوالي 2200 طن سنويًا، وينتج ما يقارب 1400 كيلوجرام من زيت زهر البرتقال سنوي، كما يُستخدم زيت النيرولي كقاعدة في صناعة العطور والمنتجات العطرية ومنتجات ترطيب الجسم.

أحد أعضاء جمعية رعاية بلدية نابل، أحمد بوهنك، أفاد لوكالة رويترز بأن زهور النيرولي قد جلبت إلى تونس من الأندلس. وأوضح بوهنك أن المزارع الموجودة على ساحل شمال شرق تونس تظهر مقاومة جيدة، حيث تنتج أزهار عالية الجودة يتنافس منتجو العطور على الحصول عليها من مختلف أنحاء العالم. وأضاف أن هذه الصناعة توفر دخل هام لآلاف العائلات التونسية في المنطقة، ويتجدد دخلهم في كل موسم ربيع بفضل عصير زهور النيرولي الذي يعبّر عن الحظ السعيد والتفاؤل.

يوجد في المنطقة 10 وحدات لإنتاج زيت زهر البرتقال، ويتم تصدير منتجاتها جميعاً، ويستغرق إنتاج كيلوغرام واحد من زيت زهر البرتقال حوالي 600 لتر من الأغشية. يُعتبر زيت زهر البرتقال التونسي من أفضل المنتجات عالمياً، لكنه يواجه تحديات نظراً للمنافسة المتنامية من دول مثل مصر والمغرب في السنوات الأخيرة.