قصة عن الصحابي الجليل مصعب بن عمير
قصة الصحابي مصعب بن عمير الذي حبسته امه ثلاث سنوات:
رجل من أصحاب محمد ما أجمل أن نبدأ به الحديث، غرّة فتيان قريش وأوفاهم جمال وشباب، يصف المؤرخون والرواة شبابه فيقولون:
- كان أعطر أهل مكة.
- ولد في النعمة، وغذيّ بها، وشبّ تحت خمائلها.
- لعله لم يكن بين فتيان مكة من ظفر بتدليل أبويه بمثل ما ظفر به مصعب بن عمير.
قصة الصحابي الذي حبسته امه ثلاث سنوات الصحابي مصعب بن عمير:
ذلك الفتى المدلل ابن مكة ولؤلؤة ندواتها ومجالسها، أيمكن أن يتحوّل إلى أسطورة من أساطير الإيمان والفداء؟
بالله ما أروعه من نبأ، نبأ مصعب بن عمير، أو مصعب الخير كما كان لقبه بين المسلمين.
قصة عن الصحابي الجليل مصعب بن عمير:
انه واحد من أولئك الذين صاغهم الإسلام وربّاهم محمد عليه الصلاة والسلام، ولكن أي واحد كان؟
إن قصة حياته لشرف لبني الإنسان جميعاً، لقد سمع الفتى ذات يوم, ما بدأ أهل مكة يسمعونه من محمد الأمين صلى الله عليه وسلم محمد الذي يقول أن الله أرسله بشيرا ونذيرا، وداعيا إلى عبادة الله الواحد الأحد.
وحين كانت مكة تمسي وتصبح ولا همّ لها، ولا حديث يشغلها إلا الرسول عليه الصلاة والسلام ودينه، كان فتى قريش المدلل أكثر الناس استماعا لهذا الحديث.
ذلك أنه كان على الرغم من حداثة سنه, زينة المجالس والندوات, تحرص كل ندوة أن يكون مصعب بين شهودها, ذلك أن أناقة مظهره ورجاحة عقله كانتا من خصال ابن عمير التي تفتح له القلوب والأبواب، ولقد سمع فيما سمع أن الرسول ومن آمن معه، يجتمعون بعيدا عن فضول قريش وأذاها، هناك على الصفا في دار الأرقم بن أبي الأرقم فلم يطل به التردد ولا التلبث والانتظار، بل صحب نفسه ذات مساء إلى دار الأرقم تسبقه أشواقه ورؤاه.
هناك كان الرسول صلى الله عليه وسلم يلتقي بأصحابه فيتلو عليهم القرآن، ويصلي معهم لله العليّ القدير.
ولم يكد مصعب يأخذ مكانه وتنساب الآيات من قلب الرسول متآلفة على شفتيه ثم آخذة طريقها إلى الأسماع والأفئدة حتى كان فؤاد ابن عمير في تلك الأمسية هو الفؤاد الموعود، ولقد كادت الغبطة تخلعه من مكانه, وكأنه من الفرحة الغامرة يطير.
كيف اسلم الصحابي الجليل مصعب بن عمير؟
ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم بسط يمينه الحانية حتى لامست الصدر المتوهج والفؤاد المتوثب، فكانت السكينة العميقة عمق المحيط، وفي لمح البصر كان الفتى الذي آمن وأسلم يبدو ومعه من الحكمة ما يفوق ضعف سنّه وعمره ومعه من التصميم ما يغيّر سير الزمان.
كانت أم مصعب خنّاس بنت مالك تتمتع بقوة فذة في شخصيتها وكانت تهاب إلى حـد الرهبة، ولم يكن مصعب حين أسلم ليحاذر أو يخاف على ظهر الأرض قوة سوى أمه، فلو أن مكة بل أصنامها وأشرافها وصحرائها استحالت هول يقارعه ويصارعه لاستخف به مصعب إلى حين.
خرج يوماً على بعض المسلمين وهم جلوس حول رسول الله، فما إن بصروا به حتى حنوا رؤوسهم وغضوا أبصارهم وذرفت بعض عيونهم بالدمع.
ذلك أنهم رأوه يرتدي جلباب مرقع بالي، وعاودتهم صورته الأولى قبل إسلامه حين كانت ثيابه كزهور الحديقة النضرة والعطرة.
نهاية الصحابي مصعب بن عمير؟
وتمضي الأيام والأعوام ويهاجر الرسول وصحبه إلى المدينة وتتلمظ قريش بأحقادها وتعدّ عدّة باطلها لتواصل مطاردتها الظالمة لعباد الله الصالحين وتقوم غـزوة بدر فـيتـلـقون فيها درس يفقدهم بقية صوابهم ويسعون إلى الثـــأر و تجيء غـزوة أحد، ويعبئ المسلمون أنفسهم ويقف الرسول صلى الله عليه وسلم وسط صفوفهم ليختار من بينها من يحمل الراية، ويدعو مصعب الخير فيتقدم ويحمل اللواء، وتشب المعـركـة الرهـيبة ويحـتدم القـتـال ويخالف الرماة أمر الرسول عليه الصلاة والسلام ويغادرون موقعهم في أعلى الجبل بعد أن رأوا المشـركين ينسحبون منهزمين لكن عملهم هذا سرعان ما يحوّل نصر المسلمين إلى هزيمة ويفاجأ المسلمون بفرسان قريش تغشاهم من أعلى الجبل وتعمل فيهم على حين غـرّة السـيوف الظامئة المجنونة.
حين رأوا الفـوضـى والـذعـر في صفوف المسلمين ركّزوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم لينالوه، وأدرك مصعب بن عمير الخـطر الغادر فرفـع اللواء عالياً وأطلق تكبيرة كالـزئير ومضى يجول ويتواثب، وكل همه أن يلفت نظر الأعـداء إليه ويشغلهم عن الرسول صلى الله عليه وسلم بنفسه وجرّد من ذاته جيـشا بأسره، أجل ذهب مصعب يقـاتــل وحده كأنه جيش لجب غزير يد تحمل الراية في تقديس، ويد تـضـرب بالسـيف في عنفوان، ولكن الأعـداء يتكاثرون عليه يريدون أن يعبروا فوق جـثـتـه إلى حيث يلـقون الرسول، لتأتي قصة مـوتـه الحزينة كالتالي:
حمل مصعب بن عمير اللواء يوم أحد فلما جال المسلمون ثبت به مصعب فأقبل ابن قميئة وهو فارس فضـربه على يده اليمنى فقطعها، ومصعب يقول: وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل، وأخذ اللواء بيده اليسرى وحنا عليه فضـرب يده اليسرى فقطعها فحنا على اللواء وضمّه بعضديه إلى صدره وهو يقول:
وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل، ثم حمل عليه الثالثة بالرمح فأنفذه وأنفذ الرمـح ووقع مصعب وسقـط اللواء.
في الختام نتمنى أنكم استفدتم من هذه القصة، حيث تناولنا أهم الأحداث عن حياة الصحابي الجليل مصعب بن عمير.
0 تعليق
إرسال تعليق